التخطي إلى المحتوى الرئيسي

محمدعثمان ميرغني يكتب: ضياع 40 مليون سنة سودانية!

ليس من المتوقع أن ينقضي ليل غد “الموعود” دون أن يدرك شعب السودان الوجه الآخر خلف 30 يونيو الحالية..
التحشيد واستثارة الشعور الشعبي بلغ سدرة المنتهى، والإثارة المفضية للتوتر بلغت أعلى مناسيبها بالإجراءات الاحترازية التي أضحت حديث الجميع. وبمقارنة بسيطة يبدو 30 يونيو الحاضر أعلى توترا وحساسية من الأصل 30 يونيو في العام الماضي 2019، رغم أن الأولى كانت ثورة حقيقية ربما أهم من 11 ابريل لكونها جسدت سلطة الشارع السوداني الحقيقية على كامل المشهد السياسي.
الآن؛ وحسب بيان تجمع المهنيين، فإن الغاية من مواكب 30 يونيو استكمال أهداف ثورة ديسمبر، وهذا مفهوم لأن الثورة فعلا لم تحقق “التغيير” الذي لا يزال الشعب السوداني ينتظره بأحر من الجمر، لكن غير المفهوم أن تبدو الحكومة – شخصيا- جزء من ترتيبات 30 يونيو!! للدرجة التي توقعت مصادر الأخبار أن يخاطب الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء الانتقالي نفسه المواكب!! إذا لمن تسيّر المواكب؟
من يمسك بقلم القرار؟ إذا كانت أحزاب الحكومة وتحالفها في قوى الحرية والتغيير هي التي ستسير المواكب من أجل (الضغط) لاستكمال أهداف ثورة ديسمبر المجيدة!
ربما تذكرون “المصفوفة”، بتسلسلاتها ، مصفوفة مارس التي لم تنفذ، فأنجبت “مصفوفة أبريل” والتي لحقت بها ولم تنفذ، كل هذه “المصفوفات” تحمل المطالب ذاتها التي تخرج بها رايات المواكب غدا!! فهل يعني ذلك أن 30 يونيو ستتمخض عن “مصفوفة” محمولة على أعناق المتظاهرين لا من رحم قاعات الاجتماعات المغلقة؟
بصراحة، لن تكون 30 يونيو – في تقديري- مجرد مظاهرات لتحقيق مطالب، فقد ولى زمن المطالب التي استنفذت صبر الانتظار بلا تنفيذ، 30 يونيو هو ميقات انهاء مرحلة، وبداية أخرى.. صفارة انتهاء الشوط الأول، وانطلاق الثاني..
الثورة – أية ثورة- تعني التغيير الحقيقي الملموس في كل مناحي الحياة العامة وخاصة السياسي، لكن إذا حافظت الأوضاع على كل موصفات ومقاييس النظام المخلوع فذلك يعني أن الامر مجرد (تعديل وزاري) تماما مثلما ذهب بكري حسن صالح وجاء معتز موسى ثم ذهب وجاء محمد طاهر ايلا، ثم.. جاء عبدالله حمدوك.. مجرد تعديل وزاري رغم أنف الدماء والأشلاء والتضحيات الجسيمة..
(التغيير) المنشود لم يحدث حتى لحظة كتابة هذه السطور، صحيح بعض الوجوه هنا وهناك طالها قطار الاحلال والابدال، لكن من قال لكم أن المشكلة كانت فقط في الأسماء والشخصيات؟ محور الأزمة السودانية في (العقلية) التحكمية ومنهج التفكير الاحادي والتشريعات المكبلة لانطلاق الانسان السوداني، وللأسف جلها إن لم يكن كلها لا تزال شاخصة تمد لسانها.
الآن نحن في “سنة ثانية حكم”.. ولا يعقل أن تدار الدولة كما لو أن النظام المخلوع سقط قبل يومين، سنة كاملة من عمر الشعوب أمر كبير ، فهي 40 مليون سنة بعدد أهل هذا البلد الأمين.. ضاعت سنة من عمر كل انسان سوداني!!
اما “التغيير” أو “التغيير”!! إما (تغيروا) أو (تتغيروا).. (إني خيرتك فاختاري ليس هناك منطقة وسطى بين الجنة والنار

 

 

 

 

 

صحيفة التيار

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسمياً: عمومية الاتحاد السوداني ببورتسودان

عقد مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السوداني مساء الأربعاء، اجتماعاً استمر 6 ساعات بمقر الاتحاد بالخرطوم، وترأس الاجتماع كمال شداد، وفيه أجاز ميزانية 2018 وموازنه 2019 . كما قرر عقد الجمعية العمومية العادية في مدينة بورتسودان في 25 مارس المقبل أو الإسبوع الثالث من ذات الشهر، في تقليد جديد. وأجاز مجلس الاتحاد برامج التطوير والمشاريع المخصصه من الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” بالسودان، ووجه بالبدء في تنفيذ تلك المشاريع. وقام مستشار رئيس اتحاد كرة القدم السوداني لمشاريع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مازن أبو سن بتقديم شرح مفصل حول تلك المشاريع، وكيفية دعمها ومتابعة الفيفا لها. الخرطوم (زول نيوز)

بنك السودان يكشف عن تفاصيل (13) عملية لمتهم بالتلاعب بحساب الأدوية

كشف مفوض الشاكي موظف بنك السودان المركزي عن تفاصيل (13) عملية، قام بها مدير شركتين متهم بالتلاعب بالحساب المخصص لاستيراد الأدوية بالبشرية. وقال المفوض لدى مثوله حسب صحيفة التيار أمس الخميس أمام محكمة جرائم الفساد برئاسة القاضي المشرف فهمي عبد الله، إن المتهم مدير شركتين الذي يحاكم بالتلاعب بالنقد الأجنبي والاستيلاء على أموال الدواء، قام عبر شركته بـ(13) عملية لاستيراد الأدوية من الخارج، موضحاً بأن المتهم عبر شركته الأولى قام بـ(8) عمليات لاستيراد الأدوية من الخارج عبر طلبات تقدم بها لبنك الشمال الإسلامي فرع الصناعات بحري، فيما قام عبر الشركة الثانية بـ(5) عمليات لاستيراد الأدوية من الخارج لبنك الشمال الإسلامي فرع جامعة أفريقيا العالمية، وإجمالي مبالغ العمليات التي قام بها المتهم عبر شركتيه بلغت (5.456.560) درهم إماراتي. فيما أكد مفوض بنك السودان المركزي للمحكمة بأن المتهم استرد مبلغ مليون و(720.68) درهم إماراتي لبنك السودان المركزي، وذلك عبر بنك الشمال الإسلامي بموجب تسوية تمت عبر لجنة من البنك المركزي والشمال الإسلامي لاسترداد المبالغ، وحددت المحكمة جلسة أخرى لمواصلة سماع قضية الاته

إنهاء خلافات قبيلتي “الرزيقات والحلاوين” في سنار

وقعت قبيلتا الرزيقات والحلاوين بقرية كامراب ريفي غرب الدندر في ولاية سنار، يوم الأحد، على وثيقة للصلح بين الطرفين، حيث وقعت خلافات مؤخراً بينهما إثر شجار أدى لمقتل ثلاثة أشخاص من الطرفين. وأشاد والي سنار، عبدالكريم موسى، خلال مخاطبته مراسم التوقيع، بحضور أعضاء حكومته ولجنة أمن الولاية والمحلية وقيادات العمل التنفيذية والتشريعية، بروح التصافي والتسامح التي سادت بين الطرفين، لرتق النسيج الاجتماعي وتقوية اللُحمة المجتمعية بين المكونات جميعها.   ووصف موسى الصلح بـ”الأنموذج” في طي الخلافات والتسامي عن الأزمات، ولفت إلى أهمية إهداء الصلح للمجتمع السوداني .   وأشار إلى تحكيم العقل في جميع الخلافات والابتعاد عن الفتن، بغية الحفاظ على نعمة الأمن والإخاء التي تسود المجتمع السوداني والسناري على وجه الخصوص، وحيّا الأسر المكلومة في فقدها، مشيراً إلى أهمية الوقوف مع هذه الأسر ودعمها إكراماً لهم.   وأعرب موسى عن شكره لجميع المساهمين في تحقيق الصلح من داخل وخارج الولاية، وناشد بضرورة الابتعاد عن نار الفتنة لحقن الدماء، فضلاً عن التحلي بالصفات الإسلامية الفاضلة التي تدعو إلى وحدة الصف.   وأشا