التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بين الزبير ومحمد الحسن الأمين..لم نقرأ البرافدا  !!!!

معمر حسن محمد نور

تعجبني جداً فكرة النكتة التي كانت تروى عن الاتحاد السوفيتي السابق أياً كان مطلقها وأهدافه.إذ تقول أن رئيس الدولة ، قد اعتاد أن يزور مصنعاً يختاره بعشوائية بمناسبة عيد العمال سنوياً ، ويختار عاملاً بنفس الطريقة ،فيهديه سيارة.وحدث هذا في عام.وتصادف أن تكون زيارة العام التالي لنفس المصنع. والسيارة لنفس العامل.لكن العامل بادره بالقول (لكنني لم أتسلم سيارة العام الماضي بعد يا سيدي). فالتفت الرئيس إلى مسئولي حزبه الذين أكدوا تسلمه السيارة، وأروه نسخة من صحيفة البرافدا الناطقة باسم الحزب ، بها صورة للعامل مع السيارة !!وهنا التفت الرئيس إلى العامل قائلاً: لقد أعطوك السيارة . لكنك لم تقرأ البرافدا!!!؟

النكتة توضح بجلاء ، زيف الواقع الذي تصوره أجهزة الحزب وإعلامه ومتنفذيه في الأنظمة الشمولية.ويتمادون في ذلك حد الغباء.كما في حالة الرئيس ..فرغم سوء الواقع، فهو على أفضل ما يرام.والنظام الجاثم على صدورنا، لبس بدعاً من الأنظمة الشمولية ، لكنه يضيف عاملاً ذا حساسية عالية لآليات إخضاع الشعوب ، وهو العامل الديني.فما أن يجأر قوم بالشكوى من النظام ومعاناة الناس ، حتى ترتفع عقيرة أحد منسوبيه بأن احمدوا الله. فنكون من جاحدي نعمه والعياذ بالله ، لا من منتقدي السياسة!! ويندرج حديث كل من الزبير رئيس( الحركة الاسلامية ) ومحمد الحسن الأمين ، المسئول الحزبي في المؤتمر الوطني ، في هذا الإطار.
فالفقر عند الزبير ، لا وجود له في السودان، ولن نبحث في مقاييس الفقر العالمية مقارنة بمقاييس القراصة والجلابية والواحدة قبل الانقاذ. لكن سنضرب أقوال الظالمين ببعضها. فالرئيس ، قد عاب على السودانيين توجههم للعيش وترك الكسرة ، في حين أن الأثيوبيين ، يقدمون الأنجيرا ، حتى على الخطوط الأثيوبية.فكما صدق الشيطان وهو الكذوب. صدق هنا الرئيس .فالأمر أمر تغير ثقافة استهلاك ، وليس أمر فقر وغنى. واتحداه لو أن أهل بيته في العاصمة، يستطيعون عواسة الكسرة يومياً.فكلفة إعدادها في المدن ، أعلى من كلفة انتاج الخبز بالدقيق المستورد.ففي ظل انهيار الريف والنزوح، لا يستطيع كائن من كان ، الاستمرار في انتاج الكسرة في المدن. علاوة على أن سوء التخطيط ، جعل الانسان والحيوان يتنافسان على نفس الذرة ، في حين أن كل العالم ، يعتمد على الذرة الشامي في إطعام الحيوان.مع ضعف الانتاجية للفدان ، ما يجعل اسعار القمح والذرة ، مرتفعة جداً .ولقد قال وزير التربية في زمن مضى من النظام في رده على انتقادات لهبوط مستوى التعليم مقارنة مع ماضيه، بقولة حق أريد بها باطل. إذ قال أن المقارنة بين الأجيال لا تكون رأسية  فقط. ولكن أفقية بمعنى مقارنة الوضع قياساً مع الدول المجاورة في كل جيل.
وبهذا المفهوم..سأحيله والقارئ الكريم إلى برنامج ( على قد الإيد) في قناة الطبخ المصرية. ليقارن ما يوصف من وجبات ومكونات لفقراء مصر . مع وضع أغنياء السودان.

أوجز في القول أن ما حدث في السودان ، هو تغير في ثقافة الاستهلاك ،فالذي يمتلك مئات الحيوانات ويلبس جلباباً واحداً وبسكن واثاث بسيط ، لم يكن فقير مال.  ولقد صيغت الثقافة لتواكب مصالح تجار ومستوردي هذه السلع. ولا يهم إن كانت اسطوانة الغاز ملأى بعد شرائها أم تقتلها الوحشة في المطبخ. وأشير هنا إلى قول على ابرسي ، بأن القطاع الخاص. لم يستورد أسطوانة غاز واحدة لعام كامل ،بعد فتح الاستيراد وتحريره. فالحكومة وشركاتها ،( شغالة بزنس ). ولا احتاج إلى تفسير بعد ذلك.
اما محمد الحسن،فما قاله في مائدة التيار المستديرة، يعبر تماماً عما سبق ذكره في طبائع النظم الشمولية ، إضافة إلى خاصية تميز بها النظام السوداني.وهي أن النظام ، قد تأثر بتاريخ الحركة الاسلاموية في السودان. إذ غلب على قيادتها تاريخياً ذووا التخصصات القانوية كما ذكرت في أكثر من مناسبة.حتى قال كاتبها المرحوم محمد طه محمد احمد. ان الانقاذ يمكنها أن تأتي بمائة وزير عدل في ساعة واحدة. لكنها لن تاتي بوزير مالية واحد في عام. ذلك قبل أن يحيل النظام وزارة العدل إلى تمومة جرتق ، حتى أصبح مقعده خالياً على الدوام كما أفاد الاستاذ عثمان ميرغني. هذه الخاصية تزاوجت مع خصائص النظم الشمولية ، حتى اصبحت تهتم فقط بوضع واجهة قانونية بكل مجال. كأن تصيغ دستوراً أو قانوناً تحيل الناس إليه عند الزنقة.ولكنها تعمل من ورائه كل ما يخالف المبادئ القانونية.كما حدث عند تنافس الشفيع مع غازي في رئاسة المؤتمر الوطني بعد الترابي. إذ تم تزوير الانتخابات لصالح غازي كما افاد بذلك عبد الوهاب الأفندي. لذلك يأتي الاهتمام بالنظم والهياكل لذاتها فقط. وعند المحاججة ، تتم الاستعانة بها. فالرئيس وفقاً لهذا المنهج ، ليس إنقلابياً ولا ديكتاتوراً. إنما تم انتخابه وفقاً لدستور أجازه برلمان واستفتي عليه الشعب.ووضع لانتخابه قانون اشرفت عليه لجنة قامت بما عليها خير قيام. والتمديد له وتعديل الدستور لذلك فعل قانوني لا غبار عليه ، لأن تعديل القوانين والدساتير منصوص عليه في صلب موادها .سواء أكان ذلك في أجهزة الحزب أو البرلمان. أما كيف انتخب وتم تمكينه ومحاربة المنافسين وإضعافهم وابتزازهم على طريقة السيسي مع منافسه القوي المحتمل. إلى ما يضاف إلى  ذلك من خج وتضييق على الأحزاب وأنشطتها وتسخير أجهزة الدولة له طوال العام وكل ما يعلمه السودانيون من تلك الممارسات . وهكذا ، فعندما تعبر عن الحاجة إلى زهرة ، تهدى لك باقة من زهور البلاستيك ذات الألوان الزاهية ، لكنها تفتقد العبق والعبير.أ و تشكو الوحشة ،فتحال إلى تماثيل الشمع.0 فكل شئ زائف.وكل زائف لا  محالة زائل. إذ يذهب الزبد جفاء ويمكث في الأرض ، ما ينفع الناس.

muamar61@yahoo.com

The post بين الزبير ومحمد الحسن الأمين..لم نقرأ البرافدا  !!!! appeared first on صحيفة الراكوبة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسمياً: عمومية الاتحاد السوداني ببورتسودان

عقد مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السوداني مساء الأربعاء، اجتماعاً استمر 6 ساعات بمقر الاتحاد بالخرطوم، وترأس الاجتماع كمال شداد، وفيه أجاز ميزانية 2018 وموازنه 2019 . كما قرر عقد الجمعية العمومية العادية في مدينة بورتسودان في 25 مارس المقبل أو الإسبوع الثالث من ذات الشهر، في تقليد جديد. وأجاز مجلس الاتحاد برامج التطوير والمشاريع المخصصه من الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” بالسودان، ووجه بالبدء في تنفيذ تلك المشاريع. وقام مستشار رئيس اتحاد كرة القدم السوداني لمشاريع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مازن أبو سن بتقديم شرح مفصل حول تلك المشاريع، وكيفية دعمها ومتابعة الفيفا لها. الخرطوم (زول نيوز)

بنك السودان يكشف عن تفاصيل (13) عملية لمتهم بالتلاعب بحساب الأدوية

كشف مفوض الشاكي موظف بنك السودان المركزي عن تفاصيل (13) عملية، قام بها مدير شركتين متهم بالتلاعب بالحساب المخصص لاستيراد الأدوية بالبشرية. وقال المفوض لدى مثوله حسب صحيفة التيار أمس الخميس أمام محكمة جرائم الفساد برئاسة القاضي المشرف فهمي عبد الله، إن المتهم مدير شركتين الذي يحاكم بالتلاعب بالنقد الأجنبي والاستيلاء على أموال الدواء، قام عبر شركته بـ(13) عملية لاستيراد الأدوية من الخارج، موضحاً بأن المتهم عبر شركته الأولى قام بـ(8) عمليات لاستيراد الأدوية من الخارج عبر طلبات تقدم بها لبنك الشمال الإسلامي فرع الصناعات بحري، فيما قام عبر الشركة الثانية بـ(5) عمليات لاستيراد الأدوية من الخارج لبنك الشمال الإسلامي فرع جامعة أفريقيا العالمية، وإجمالي مبالغ العمليات التي قام بها المتهم عبر شركتيه بلغت (5.456.560) درهم إماراتي. فيما أكد مفوض بنك السودان المركزي للمحكمة بأن المتهم استرد مبلغ مليون و(720.68) درهم إماراتي لبنك السودان المركزي، وذلك عبر بنك الشمال الإسلامي بموجب تسوية تمت عبر لجنة من البنك المركزي والشمال الإسلامي لاسترداد المبالغ، وحددت المحكمة جلسة أخرى لمواصلة سماع قضية الاته

إنهاء خلافات قبيلتي “الرزيقات والحلاوين” في سنار

وقعت قبيلتا الرزيقات والحلاوين بقرية كامراب ريفي غرب الدندر في ولاية سنار، يوم الأحد، على وثيقة للصلح بين الطرفين، حيث وقعت خلافات مؤخراً بينهما إثر شجار أدى لمقتل ثلاثة أشخاص من الطرفين. وأشاد والي سنار، عبدالكريم موسى، خلال مخاطبته مراسم التوقيع، بحضور أعضاء حكومته ولجنة أمن الولاية والمحلية وقيادات العمل التنفيذية والتشريعية، بروح التصافي والتسامح التي سادت بين الطرفين، لرتق النسيج الاجتماعي وتقوية اللُحمة المجتمعية بين المكونات جميعها.   ووصف موسى الصلح بـ”الأنموذج” في طي الخلافات والتسامي عن الأزمات، ولفت إلى أهمية إهداء الصلح للمجتمع السوداني .   وأشار إلى تحكيم العقل في جميع الخلافات والابتعاد عن الفتن، بغية الحفاظ على نعمة الأمن والإخاء التي تسود المجتمع السوداني والسناري على وجه الخصوص، وحيّا الأسر المكلومة في فقدها، مشيراً إلى أهمية الوقوف مع هذه الأسر ودعمها إكراماً لهم.   وأعرب موسى عن شكره لجميع المساهمين في تحقيق الصلح من داخل وخارج الولاية، وناشد بضرورة الابتعاد عن نار الفتنة لحقن الدماء، فضلاً عن التحلي بالصفات الإسلامية الفاضلة التي تدعو إلى وحدة الصف.   وأشا