أزمة بوزارة الصحة السودانية بعد استقالة مسؤول رفيع إبان استقبال جرحى اليمن

الخرطوم 21 سبتمبر 2015 ـ استقال مدير إدارة الطوارئ والعمل الإنساني في وزارة الصحة الاتحادية وانسحب من لجنة استقبال الجرحى اليمنيين، إثر مشادات كلامية بين وزيرة الدولة بالوزارة سمية ادريس اكد، وطاقم أطباء ومسعفين بالمستشفى الجنوبي في الخرطوم بعد وصول الطائرة الثانية لجرحى العمليات العسكرية باليمن.

أحد جرحى العمليات اليمنيين في مشفى سوداني ـ صورة من شبكة الشروق

ووصلت السودان ثلاث طائرات تقل عشرات الجرحى اليمنيين، واستقبل مستشفى الصافي بالخرطوم بحري في الأسبوع الأول من سبتمبر الحالي 80 جريحا برفقة 18 مرافقا، بينما استقبل المستشفى الجنوبي ليل الأربعاء الماضي 95 مصابا ومعهم 72 مرافقا، كما وصل السبت 110 مصابين برفقة 40 مرافق، وسط ترقب بوصول طائرة رابعة.

وطبقا لمصدر عليم تحدث لـ"سودان تربيون" فإن أزمة نشبت ليل الأربعاء الماضي بين وزيرة الدولة بالصحة، وموظفين كبار بالوزارة والأطقم الطبية في المستشفى الجنوبي التي تم استدعائها بشكل طارئ بعد اقلاع طائرة مدنية يمنية تقل الجرحى بدون تنسيق مع السلطات السودانية.

وأفاد المصدر أن الأطقم الطبية رفضت الطريقة التي خاطبت بها الوزيرة المسعفين، وتصدى نائب اخصائي للوزيرة وطالبها بعدم التدخل في الأمر، وتطور الموقف بأن طلبت سمية أكد بإبعاد كل الطاقم الطبي خارج المستشفى.

وقال ذات المصدر إن الوزيرة وجهت مدير ادارة الطوارئ بالصحة الاتحادية، مقرر اللجنة العليا لاستقبال جرحى العمليات اليمنينن، أحمد محمد زكريا، ومدير إدارة المستشفيات بوزارة الصحة ولاية الخرطوم يوسف تبن، بطرد الأطباء والمسعفين، لكنهما رفضا التوجيه لأنه يصطدم بالنظم واللوائح التي تحكم عمل الأطباء في المشافي.

وأشار إلى أن أن الأطباء قرروا الخروج من المستشفى من تلقاء أنفسهم بعد تعنت الوزيرة واصرارها على إبعاد الطاقم الطبي، واضطر مدير المستشفى الجنوبي الدكتور محجوب فضيلي للتضامن مع الأطباء والانسحاب بدوره من المكان.

وفي صبيحة اليوم الثاني "الخميس" اجتمع مدير إدارة الطوارئ والعمل الإنساني بموظفي الإدارة التي تعد أكبر إدارات وزارة الصحة الاتحادية وأبلغهم بتقديم استقالته وانسحابه من لجنة استقبال جرحى اليمن.

وتوقع المصدر أن تنعكس استقالة مدير إدارة الطوارئ على ملف استقبال الجرحى اليمنيين، حيث ظل مدير الإدارة المستقيل مشرفا على الملف منذ بداياته، خاصة وأن توالي وصول الجرحى سيشكل ضغطا على المستشفيات، وهو ما اضطر الوزارة للطلب من مستشفيات خاصة استقبال جرحى يمنيين على أن يدفع مركز الملك سلمان السعودي التكاليف المالية.

397 جريح يمني استقبلتهم المستشفيات السودانية

إلى ذلك ترأس نائب الرئيس حسبو عبد الرحمن، ظهر الإثنين، بالقصر الجمهوري اجتماع تقديم الخدمات الصحية والعلاجية لجرحى اليمن واللاجئين السوريين بحضور عدد من الوزارات والجهات المعنية.

وقالت وزيرة الدولة بالصحة، رئيسة لجنة تقديم الخدمات الصحية والعلاجية لجرحى اليمن واللاجئين السوريين، سمية أكد، إن الاجتماع تناول بالبحث موقف الخدمات الطبية التي قدمت لجرحى اليمن الذين وصلوا مشافي البلاد والذين يبلغ عددهم 397 فردا.

ونوهت إلى أن نائب الرئيس وجه بأن يستمر السودان في تقديم العون لجرحى اليمن بزيارة الفرق الطبية وإرسال فرق طبية إلى اليمن.

وكشفت لوكالة السودان للأنباء، عن توجه طائرة إلى اليمن، الثلاثاء، تحمل أطباء وأدوية ولفتت إلى ان البعثة الطبية في اليمن تمكنت من إجراء 60 عملية معقدة لجرحى فيما يتم إجراء 160 عملية جراحية.

وأضافت أن 90% من جرحى اليمن أجريت لهم إسعافات أولية وأكثر من 30% منهم أجريت لهم عمليات جراحية، موضحة أن هناك غرفة عمليات مستمرة لمراقبة الموقف.

من جانبها قالت وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي مشاعر الدولب، إن وزارتها تضطلع بمهام إنسانية تجاه جرحى العمليات في اليمن واللاجئين السوريين.

وأشارت إلى أن الاجتماع وجه وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي بإجراء التدخلات اللازمة لجرحى اليمن بتوفير الأطراف الصناعية والتعويضية بجانب العمل في محور التأهيل الاجتماعي والنفسي وتوفير دور خاصة بالتأهيل.