التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شيوخ برادو - الفاتح جبرا





إلى وقت قريب كنت أعتقد أن الإنسان إذا أراد أن يكون (شيخ لاحق) ولديه )حيران) وتابعين ومريدين فإن أولى صفاته هي البعد عن زخرف الدنيا والزهد فى (ملذاتها) وقد عاصر ابناء جيلنا عندما كانو صغارا هذه النوعية من (الشيوخ الاتقياء) ، اذكر أننى عندما كنت صغيرا كان كثيرا ما تنتابنى حالات من الصداع المؤلم فكانت (والدتى) عليها رحمة الله (تمسكنى من إيدى) وتذهب بى إلى (الشيخ صالح) وهو شيخ هرم مقوس الظهر (يأكل من عمل يده) فنجده وهو يمارس عمله فى (فتل الحبال) فيمسك بى بيديه الناشفتين المشققتين ثم يضع أحداهن على رأسى ويرقى بآيات من القرآن الكريم ثم يعود إلى عمله من جديد .
وقد جاء فى (طبقات ود ضيف الله) فى طبقات الأولياء أن الشيخ (حمد) قد مكث فى (خلوته) وهى حجرة تم (تطويب) منافذها بالطوب إلا من كوة صغيرة يناولونه بها الماء بعد أن حمل معه زاده المكون من قليل من (القرض) و سبعه (تمرات) حيث مكت فى خلوته تلك اثنين وثلاثين شهراً فلما خرج من الخلوة وجدوا القرض والتمرات على حالها والركوة ملانه ماء، فجميع من شرب منها وقع مغشيا عليه وصار ولياً من أولياء الله الصالحين !! (أو كما قال)
كنت أظن – وليس كل الظن إثم- أن (الشياخة) لها علاقة وطيده بالزهد عن (ترف الدنيا وملذاتها) حتى قمت بزيارة صديقى (س) فى منزله والذى ما أن فتح لى الباب وإستقبلنى حتى هتف فرحاً مسرورا وهو يقودنى لحجرة طرفيه وليس (الصالون) مكان جلوسنا المعتاد :
- أبونا (الشيخ) معانا .. أبونا (الشيخ) الليلة جانا (ثم أضاف ) أبونا الشيخ فى القيلولة دى بياخد ليهو (نومة) ويرتاح شوية لو ما كده كان دخلتك سلمت عليهو !!
فى داخل الحجرة التى جلست داخلها كان هنالك شابين من شباب الحى الذين ربما رصدوا قدوم (الشيخ) فأرادوا الإستفادة من (خدماته) فها هو أحدهم يقول مخاطباً الآخر :
- أنا عاوزو بس يدينى حاجه تسهل ليا أمورى عشان إتخارج من البلد دي !!
- لكن (الشيخ) ده ح يفضى متين أنا قاعد ليا تلاته ساعات
- كدى أمشى (مد راسك) جوه الصالون شوفو صحى؟
ذهب الشاب الآخر (فى غياب صديقى س) ونظر من فتحة باب الصالون وجاء ممتعضاً :
- ياخى الشيخ ده الظاهر بتاع راحات
- كيف؟
- معاهو أربعه (حيران) إتنين ماسكين (راسو وإيدينو) وإتنين ماسكين (ضهرو وكرعينو) وقاعدين (يعصرو) ليهو … ( نظام مساج وكده) !!
بعد قليل كان صديقى والخادم الذى يعمل عنده يمران أمامنا وهما يحملان (صينيتين كبار) ملآنتان بما لذ وطاب من اللحم المشوى والمندى و(الفراخ) المحمر والمقمر وقطع (السمك) المتبل والسلطات (البيضاء والخضراء)
والشوربات (الكاربه) و(الأجبان) مختلفة الالوان … ثم ما لبثا وعادا يحملان مثلهما ملآنتان بالتحلية من (سطات فواكه) وجيلى وكاسترد وأناناس وكنافة وبطيخ أحمر يسر لونه الناظرين ثم عاد الخادم منفردا وهو يحمل(صينية) عليها (جكوك) من (العصائر) ذات الألون و(الكثافة النوعية) المختلفه !!
إعتذرت لصديقي عن تناول الأكل ولكن تملكنى إصرار فى داخلى أن أرى ذلك (الأبونا الشيخ) !! فجلست حتى تم (أخراج الفاضى) من الصالون .. ثم إدخال (الطشت البلاستيكى والصابونة) كيما يغسل (أبونا الشيخ) يده (فى بكانو) .. تم إدخال ثرامس) القهوة بالتمر) والشاى .. ثم بعد وقت ليس بالقصير خرج (ابونا الشيخ) الذى يبدو أنه لم يبلغ الخمسين بعد - وهو فى كامل (حلته) .. مركوب (نمر فاشرى) ..جلابية (زبده بيضاء( عمامة (توتال أصلى) وملفحة بألوان الطاؤوس وساعة يد (بلاتينية) مغروزة فى ذلك المعصم المكتنز .. يحيط بة أربعه من الحيران (الأشبال) يرتدون زياً (أخضراً) موحداً بزيق (اصفر سيتانى ) أتجه الشابان اللذان كانا معى بالغرفه نحو (أبونا الشيخ) مد لهما يده في ترفع فقاما (بتقبيلها) وبعد أن تحدثا إليه منفردين بصوت هامس أجابهما معاً :
- إن شاء الله غرضكم مقضى
ثم جاء دورى فقمت بتحيته (من بعيد بعيد) وصديقى (س) يعرفه بى :
- ده الإستاذ الفاتح جبرا يا ابونا … عليك الله يا (أبونا الشيخ) أديهو لينا فاتحة (قوية) عشان يبطل (السجائر) دى عشان عندو (القلب) وبشرب ليهو أربعه علب فى اليوم !!
ورفع (أبونا الشيخ ) كفيه (البضين) بالدعاء ملياً ثم أنزلهما وهو يقول لى :
- إن شاء الله تترك السجائر ده نهائى !
ثم توجه نحو العربة الفارهه (البرادو) المكندشة وسط كلمات وداع صديقى (س) … وبالفعل لم تمض أيام قلائل حتى تركت (السجائر) نهائياً ……………. وإتجهت (للشيشة) !!

كسرة :
حليل شيوخ الزهد والتقشف ... جونا شيوخ البرادو (موديل السنة) !!
كسرة ثابتة (قديمة)
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+و
كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(ووووووووو) !

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسمياً: عمومية الاتحاد السوداني ببورتسودان

عقد مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السوداني مساء الأربعاء، اجتماعاً استمر 6 ساعات بمقر الاتحاد بالخرطوم، وترأس الاجتماع كمال شداد، وفيه أجاز ميزانية 2018 وموازنه 2019 . كما قرر عقد الجمعية العمومية العادية في مدينة بورتسودان في 25 مارس المقبل أو الإسبوع الثالث من ذات الشهر، في تقليد جديد. وأجاز مجلس الاتحاد برامج التطوير والمشاريع المخصصه من الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” بالسودان، ووجه بالبدء في تنفيذ تلك المشاريع. وقام مستشار رئيس اتحاد كرة القدم السوداني لمشاريع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مازن أبو سن بتقديم شرح مفصل حول تلك المشاريع، وكيفية دعمها ومتابعة الفيفا لها. الخرطوم (زول نيوز)

بنك السودان يكشف عن تفاصيل (13) عملية لمتهم بالتلاعب بحساب الأدوية

كشف مفوض الشاكي موظف بنك السودان المركزي عن تفاصيل (13) عملية، قام بها مدير شركتين متهم بالتلاعب بالحساب المخصص لاستيراد الأدوية بالبشرية. وقال المفوض لدى مثوله حسب صحيفة التيار أمس الخميس أمام محكمة جرائم الفساد برئاسة القاضي المشرف فهمي عبد الله، إن المتهم مدير شركتين الذي يحاكم بالتلاعب بالنقد الأجنبي والاستيلاء على أموال الدواء، قام عبر شركته بـ(13) عملية لاستيراد الأدوية من الخارج، موضحاً بأن المتهم عبر شركته الأولى قام بـ(8) عمليات لاستيراد الأدوية من الخارج عبر طلبات تقدم بها لبنك الشمال الإسلامي فرع الصناعات بحري، فيما قام عبر الشركة الثانية بـ(5) عمليات لاستيراد الأدوية من الخارج لبنك الشمال الإسلامي فرع جامعة أفريقيا العالمية، وإجمالي مبالغ العمليات التي قام بها المتهم عبر شركتيه بلغت (5.456.560) درهم إماراتي. فيما أكد مفوض بنك السودان المركزي للمحكمة بأن المتهم استرد مبلغ مليون و(720.68) درهم إماراتي لبنك السودان المركزي، وذلك عبر بنك الشمال الإسلامي بموجب تسوية تمت عبر لجنة من البنك المركزي والشمال الإسلامي لاسترداد المبالغ، وحددت المحكمة جلسة أخرى لمواصلة سماع قضية الاته

إنهاء خلافات قبيلتي “الرزيقات والحلاوين” في سنار

وقعت قبيلتا الرزيقات والحلاوين بقرية كامراب ريفي غرب الدندر في ولاية سنار، يوم الأحد، على وثيقة للصلح بين الطرفين، حيث وقعت خلافات مؤخراً بينهما إثر شجار أدى لمقتل ثلاثة أشخاص من الطرفين. وأشاد والي سنار، عبدالكريم موسى، خلال مخاطبته مراسم التوقيع، بحضور أعضاء حكومته ولجنة أمن الولاية والمحلية وقيادات العمل التنفيذية والتشريعية، بروح التصافي والتسامح التي سادت بين الطرفين، لرتق النسيج الاجتماعي وتقوية اللُحمة المجتمعية بين المكونات جميعها.   ووصف موسى الصلح بـ”الأنموذج” في طي الخلافات والتسامي عن الأزمات، ولفت إلى أهمية إهداء الصلح للمجتمع السوداني .   وأشار إلى تحكيم العقل في جميع الخلافات والابتعاد عن الفتن، بغية الحفاظ على نعمة الأمن والإخاء التي تسود المجتمع السوداني والسناري على وجه الخصوص، وحيّا الأسر المكلومة في فقدها، مشيراً إلى أهمية الوقوف مع هذه الأسر ودعمها إكراماً لهم.   وأعرب موسى عن شكره لجميع المساهمين في تحقيق الصلح من داخل وخارج الولاية، وناشد بضرورة الابتعاد عن نار الفتنة لحقن الدماء، فضلاً عن التحلي بالصفات الإسلامية الفاضلة التي تدعو إلى وحدة الصف.   وأشا