التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مادة الزي الفاضح.. إمكانية الإلغاء أو التعديل

الخارجية في بحثها عن المطلوبات لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وجدت وضع الحريات أكبر مؤثر على صورة البلاد خارجياً، مما جعلها تبحث عن إمكانية إلغاء المادة (152) من القانون الجنائي لسنة 1991م (الزي الفاضح)، وهي مادة تندرج تحت قانون النظام العام بالبلاد.. (السوداني) سعت لمعرفة ما يؤثر على صورة البلاد خارجياً وإمكانية إلغاء المادة أو القانون جملةً وتفصيلاً.

ماذا قالت الخارجية؟

وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية السفيرة إلهام شانتير، قالت في تنوير صحفي أمس الأول إن الحريات الدينية تمثل إحدى مطلوبات رفع اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب، مشيرة إلى أن وضع اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب ضمن الدول المعروفة باسم الدول ذات الانشغال الخاص بسبب ملف الحريات الدينية غير مبرر، ولا يستند إلى أي وقائع فعلية، منوهة إلى أن الخارجية ستعقد ورشة للتعريف بواقع التعايش الديني والحريات بالسودان.

تأثيرات دولية

تفسير الموقف الدولي إزاء قضايا السودان الداخلية يبدو حساساً، فسبق أن شكلت دعاوى التضييق الديني والتمييز على أساسه مدخلاً لانتقادات دولية دفعت الخرطوم لفتح أبوابها للعديد من القساوسة لتنجلي الحقائق بعد ذلك بأن ما تمت ممارسته من هدم لدور عبادة لم يكن استهدافاً ولكن إجراءات تنظيمية وإدارية من محليات الخرطوم المختلفة.
السفير الرشيد أبو شامة كشف في حديثه لـ(السوداني) أن أكثر ما يؤثر على صورة البلاد دولياً الحرية السياسية وحرية الإعلام وما يفرض عليه من رقابة قبلية وبعدية، فضلاً عن الحريات الشخصية، منوهاً إلى أن تعامل السلطات مع المتحجين له تأثير بالغ، لجهة أن الاحتجاج والتظاهر حق مكفول بالدستور ويجب حمايته من قبل السلطة. موضحاً أن المجلس الوطني هو المشرع الأول ولكن لابد من الضغط عليه من قبل الدبلوماسيين لإلغاء المادة أو تعديل القانون، منوهاً إلى أن الحريات كانت من ضمن مخرجات الحوار الوطني التي لم تُنفذ، مشدداً على أن الدستور الانتقالي للعام 2005م جيد جداً ولكنه لا يُطبَّق ومعظم مواده مُعطَّلة.
ويذهب أبو شامة إلى أن ما يهم المجتمع الدولي هو حقوق الإنسان والمرأة والطفل وكذلك الحريات الدينية، قاطعاً بأن ما أدخل البلاد في العديد من المشكلات كان ملف الحريات. واصفاً سمعة البلاد بما يتعلق بالحريات والحقوق بـ”غير المحمودة”.
واعتبر أبو شامة الضغوط الواقعة على المرأة بالبلاد غير مقبولة دولياً، خصوصاً وأن المادة التي تهتم بالزي الفاضح ليس لديها مقاييس ولم تحدد المواصفات، مشدداً على أن غالبية اللبس محتشم. مطالباً بإلغاء المادة وترك التقدير للبيوت وأولياء الأمور، موضحاً أن المرأة عندما تصل للسن القانونية تتولى مراقبة نفسها. واصفاً القوانين المقيدة للحريات بـ(البايخة) وأن التنفيذ متروك لتقديرات أي رجل نظامي.
وطالب أبو شامة في حال عدم إلغاء المادة والقانون إلى إعادة النظر في المادة وصياغتها بطريقة مقبولة داخلياً وخارجياً.

مبادرة للبرلمان

على ضوء الحرج الذي تدخل فيه وزارة الخارجية بفضل الممارسات الداخلية، يذهب عضو القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني د.ربيع عبد العاطي في حديثه لـ(السوداني) إلى أن إلغاء المادة شأن تشريعي ولا يمكن للخارجية القرار حوله، مشيراً إلى أن أمر التعديل أو الإلغاء يحتاج إلى إجراءات وبحث علمي ودراسة من قبل الوزارة والجهات المختصة حتى تتم معرفة إمكانية الإلغاء أو الاستعاضة بمادة بديلة، مضيفاً أن ما حدث من الخارجية مجرد اقتراح، مؤكداً أن المجلس الوطني جهاز تشريعي يهتم بالتشريع ويرجع للحدود والأديان بالتالي الحكم لا يتم آنياً. واتفق معه المحلل السياسي حسن الساعوري في حديثه لـ(السوداني) بأن الخارجية يمكنها الدفع بمقترح التعديل والمبادرة بقانون جديد للمجلس الوطني باعتبار أنه المشرع في البلاد، مشدداً على أنه لابد من توافق الأحزاب المشاركة في الحكومة على المادة ويجب على كل حزب عرض القانون على أجهزته الحزبية لاتخاذ الموقف، مؤكداً أن القرار ليس حكومياً وأن الجهاز التنفيذي ليس مُشَرِّعاً، موضحاً أن العملية معقدة.

نص المادة

المادة (152) في قانون النظام العام من القانون الجنائي تنص على أن الأفعال الفاضحة والمخلة بالآداب العامة 152ـ (1) من يأتي في مكان عام فعلاً أو سلوكاً فاضحاً أو مخلاً بالآداب العامة أو يتزي بزي فاضح أو مخل بالآداب العامة يسبب مضايقة للشعور العام يعاقب بالجلد بما لا يجاوز الأربعين جلدة أو بالغرامة أو بالعقوبتين معاً. (2) يعد الفعل مخلاً بالآداب العامة إذا كان كذلك في معيار الدين الذي يعتنقه الفاعل أو عرف البلد الذي يقع فيه الفعل. المواد والعـروض المخلة بالآداب العامة.

تقرير : مشاعر أحمد

الخرطوم (صحيفة السوداني)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسمياً: عمومية الاتحاد السوداني ببورتسودان

عقد مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السوداني مساء الأربعاء، اجتماعاً استمر 6 ساعات بمقر الاتحاد بالخرطوم، وترأس الاجتماع كمال شداد، وفيه أجاز ميزانية 2018 وموازنه 2019 . كما قرر عقد الجمعية العمومية العادية في مدينة بورتسودان في 25 مارس المقبل أو الإسبوع الثالث من ذات الشهر، في تقليد جديد. وأجاز مجلس الاتحاد برامج التطوير والمشاريع المخصصه من الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” بالسودان، ووجه بالبدء في تنفيذ تلك المشاريع. وقام مستشار رئيس اتحاد كرة القدم السوداني لمشاريع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مازن أبو سن بتقديم شرح مفصل حول تلك المشاريع، وكيفية دعمها ومتابعة الفيفا لها. الخرطوم (زول نيوز)

السودان يُصدِّر (تُراباً) بـ(22) مليون يورو لدولة الجنوب

كشف مدير جمارك النيل الأبيض، عقيد د. محمد نصر، عن تنفيذ عقد صادر (تُراب) من ربك لدولة جنوب السودان بقيمة (22) مليون يورو، وأشار إلى إمكانية تحقيق مليار دولار من عائدات التجارة بين دولتي السودان والجنوب حال وضع حزمة من المعالجات اللازمة. وقال نصر بحسب صحيفة الصيحة خلال مخاطبته ورشة “الحدود الذكية”، التي أقيمت بقاعة رئاسة الجمارك بالخرطوم أمس، إن هناك فرصاً متاحة للتجارة مع دولة جنوب السودان لجهة أن الجنوب يستورد أكثر من (150) سلعة، الأمر الذي يتطلب عدم منح مكتب الولايات تفويضاً من التجارة الخارجية، بالإضافة إلى عدم وضوح رؤية النظام المصرفي بين الجنوب والشمال خاصة فيما يتعلق بالعملات وطرق التبادل التجاري، شاكياً من كثرة نقاط التحصيل فضلاً عن وجود إشكالات بين المزارعين والرعاة. الخرطوم (زول نيوز)

بنك السودان يكشف عن تفاصيل (13) عملية لمتهم بالتلاعب بحساب الأدوية

كشف مفوض الشاكي موظف بنك السودان المركزي عن تفاصيل (13) عملية، قام بها مدير شركتين متهم بالتلاعب بالحساب المخصص لاستيراد الأدوية بالبشرية. وقال المفوض لدى مثوله حسب صحيفة التيار أمس الخميس أمام محكمة جرائم الفساد برئاسة القاضي المشرف فهمي عبد الله، إن المتهم مدير شركتين الذي يحاكم بالتلاعب بالنقد الأجنبي والاستيلاء على أموال الدواء، قام عبر شركته بـ(13) عملية لاستيراد الأدوية من الخارج، موضحاً بأن المتهم عبر شركته الأولى قام بـ(8) عمليات لاستيراد الأدوية من الخارج عبر طلبات تقدم بها لبنك الشمال الإسلامي فرع الصناعات بحري، فيما قام عبر الشركة الثانية بـ(5) عمليات لاستيراد الأدوية من الخارج لبنك الشمال الإسلامي فرع جامعة أفريقيا العالمية، وإجمالي مبالغ العمليات التي قام بها المتهم عبر شركتيه بلغت (5.456.560) درهم إماراتي. فيما أكد مفوض بنك السودان المركزي للمحكمة بأن المتهم استرد مبلغ مليون و(720.68) درهم إماراتي لبنك السودان المركزي، وذلك عبر بنك الشمال الإسلامي بموجب تسوية تمت عبر لجنة من البنك المركزي والشمال الإسلامي لاسترداد المبالغ، وحددت المحكمة جلسة أخرى لمواصلة سماع قضية الاته