التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فى السودان الآن مشكلة واحده إسمها البشير




منذ فترة طلب منى صحفى يقيم خارج السودان أن أكتب مقالا تحليليا عن شخصية الرئيس البشير وتأثير ذلك على مستقبل قيادته للبلاد .. تكاسلت عن كتابة المقال خاصة وأنه كان يحتاج لجهد إستقصائى وإستنطاق القريبين منه لرسم تلك الصورة وتجميع خطوط تلك الشخصية التى حكمت السودان لمدة ربع قرن خاصة وأن الجميع يحجم عن مدك بملاحظاته ومعلوماته عندما يعرف أنك تحتاجها لكتابة مقال
ومع هذا بقي صدى الفكرة فى رأسي ،يزداد وقعه وصوته كلما أصدر البشير فعلا أو قولا وأحاول فهمه وتفسيره بمنطق السياسة فيعجزنى فأرتد أبحث عن دهاليز الشخصية والتركيبة النفسيه لرجل إسمه البشير
إبان إجتهادى لكتابة ذاك المقال توقفت عن إفادات للحاجة هديه والدة الرئيس البشير وهى تصف شخصيته عندما كان صغيرا .. من ذاك الحوار تبدت لى خيوط شخص فى غاية ( العناد والتهور )
مبارك المهدى وهو يتحسس موطء قدمه فى القصر إبان شراكة الاصلاح والتجديد كان يكثر من السؤال عن شخصية البشير فتأتيه الإجابه من رجال جلسوا الى الرئيس سنوات طويله فى طاولة مجلس الوزراء ..أحد هؤلاء وصف البشير ( بالشاكوش) الموجود على المنضده .. فالذى يسبق أخاه الى الشاكوش يأخذه ( فيطق به الآخرين ) ... كان هذا الوصف متسقا لتفسير صراعات مراكز القوة وكيف أنها تتسابق لتكسب البشير إلى صفها فتأخذه فتشج به جبهة الآخرين .. الأمثلة كثيرة لهذه الإستخدامات ..فغازى صلاح الدين كان قد إستمتع بهذا عندما أقنع البشير ان على عثمان يرتب لبيعه لجهة ما ثم إستدل على غياب على عثمان أيامها فى تركيا للعلاج ، ولكن الشيخ على أسرع وخطف ( الشاكوش ) وجندل به غازى وخطف منه ملف مشاكوس ثم نيفاشا ... الدكتور نافع أخذ حظه فى هذه اللعبه فصرع بذات الشاكوش غريمه اللدود صلاح قوش ، ولكن نافع نفسه جرب لطمة الشاكوش عندما إستخدمه الفريق عبد الرحيم محمد حسين ليبطل به إتفاق ( نافع عقار ) لم يحتاج عبد الرحيم يومها أكثر من نصف ساعة تناول فيها الإفطار مع البشير العائد يومها من الصين فأوحى له أن ضباط الجيش ( فايرين ) من هذا الإتفاق .. بعد ساعتين كان البشير يصعد الى منبر مسجد النور ويمزق الإتفاق ...
سألت صحفى مقرب من القصر والأسرة .. كيف ترى البشير .. رد لى ردا مفاجئا وذكيا ... البشير أصبح ديكتاتورا بعد إنتخابه فى 2010 !! طلبت منه التفسير أكثر .. فقسم لى مراحل رئاسة البشير الى ثلاث مراحل .. مرحلة سيطرة الترابى على مقاليد الأمور .. كان البشير وقتها ير ويسمع ويطيع ولكنه بنفوذ المنصب الرئاسي ..إنفجر ونجح فى قلب الطاوله على الترابى .. ثم مرحلة مابعد الترابى .. وهذه كان النفوذ فى أولها لعلى عثمان ثم توازنت مراكز القوة من حوله .. نافع .. قوش ... على عثمان (هى ذاتها مرحلة الرئيس الشاكوش التى وصفها القيادى لمبارك المهدى ) ولكن بعد أن فاز الرجل فى الإنتخابات وتكاثرت الأصوات من حوله التى أسمعته أن الناس صوتوا للشجرة حبا فيه لاحبا فى حزبه وهذه أناشيد أكثر منها بعض مشائخ الطرق الصوفيه وزعماء القبائل الذين أرادوا أن يؤكدوا تأييدهم له هو وليس للحزب ... بل حتى بعض مخابرات بعض دول الجوار التى أوصلت له أكثر من رساله تطمئنه وتحرضه بنفوذه وصفته المنتخبه الجديده يمكن أن يتم التعامل معه بعيدا عن الإسلاميين .. ومذاك ... مذ فوزه أخذ الرجل فى تقليل نفوذ رجال المؤتمر الوطنى ورجال الحركة الإسلاميه وأصبح يدير الدولة بدائرة ضيقه جدا لاتتعدى أصابع اليد الواحده وجلهم من العسكريين والأمنيين .. ميزتهم جميعا أنه لايوجد واحدا منه يطمع فى منافسته على الرئاسة .. من هنا بدأت مرحلة ( الفرعون )
وصف الفرعون هذا بالتحديد أطلقه عليه رجل كان مقربا منه للغايه قدم كلاهما للآخر يد العون والمناصرة فى مرحلة من مراحل لعبة الكراسي التى تبدلت قوانينها خلال الربع قرن الذى مضى
الطيب مصطفى يصف البشير بأنه رجل حاد وعنيد ..قلت له أنت أيضا كذلك حاد وعنيد فأجابنى نعم ولهذا تحدرت العلاقة بيننا إلى ماترى ، قيادى كبير إنزوى الآن من قادة الوطنى .. سألته قبل يومين فى مأتم الزهاوى إبراهيم مالك عن ديكتاتورية المؤتمر الوطنى .. ضحك وقال ... مين المؤتمر الوطنى؟ الوطنى الآن مفعول به ثانى فشمولية البشير تقع على عاتق الشعب وتقع على عاتق الحزب ... حزب إيه ياعم ؟
كثير هنا فى الخرطوم يُعرف ولكن لايُقال .. ومن ذلك أن تعليمات الإعتداء على رئيس تحرير التيار خرجت من مكتب الرئيس شخصيا .. فتخيل بربك رئيس جمهوريه يترك كل شئ ويتفرغ لقراءة الصحف ثم مكافأة رؤوساء تحريرها بمثل ماحدث لعثمان ...
فى المؤتمر الصحفى الذى عرّض فيه الرجل بمشروع الجزيرة وبأهل الجزيرة لم يكن ينقصه وهو يقرع رؤساء التحرير إلا أن يبطحهم الواحد وراء الآخر لجلدهم أربعين جلدة لسوء إخراجهم الصحفى والخبرى لصحفهم
يوم أمس وفى الطائرة التى أقلته عائدا الى الخرطوم كان يقول أنه لن يطلق سراح أبوعيسى إلا إذا تقدما بإعتذار هو وبقية المعتقلين .. الرجل فى غمرة غفلته يريد أن يقول ..انه لايوجد قانون ولايوجد دستور ولاتشريعات ..يوجد رئيس وغرماء يجب ألا يخرجوا عن الطوع وإن فعلوا فعليهم الإعتذار .. بقليل من التدقيق ستكتشفوا حجم الإسقاط النفسي على هذا التصريح .. بالطبع لن يتسنى لأحد ان يسأل البشير وماذا إن برأتهم المحكمة؟ .... بمناسبة برأتهم المحكمة هل تتذكرون كيف أن الرجل وفى سابقة غريبة خاطب المحكمة الدستورية لمراجعة قرارها بخصوص النقيب أبو زيد ... نحن فعلا امام حقبة الفرعون الذي لايرينا الا مانرى ..
فى إجتماعه بالجاليه السودانيه فى الإمارات حدث الرجل الناس عن مزرعته فى السليت ... وكانه يريد أن يقول أن البلد بخيرها وكأنه متاح لكل سودانى أن ينشئ مزرعه تدر عليه فى العام أكثر من مليار ... من لدن تصريح المزرعه هذا الى طلب أن يعتذر أبو عيسي .. فنحن امام رجل بدأت عقد نفسه تنحل للتو وتتنزل على المسرح السياسي فتزيده تربيطا وتعقيد ... امام كل قرار رئاسى وخطاب جماهيرى توقفوا لتبحثوا عن أغواره داخل دهايز شخصية .. تفرعنت للتو .... نحن خرجنا من مرحلة مراكز القوة الى مرحلة المركزية الواحده .. وهى مركزية تقف جانبا لتصفها ويدك على رأسك .. الأعمى المسكو العكاز ...فأسألوا الله الثبات.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسمياً: عمومية الاتحاد السوداني ببورتسودان

عقد مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السوداني مساء الأربعاء، اجتماعاً استمر 6 ساعات بمقر الاتحاد بالخرطوم، وترأس الاجتماع كمال شداد، وفيه أجاز ميزانية 2018 وموازنه 2019 . كما قرر عقد الجمعية العمومية العادية في مدينة بورتسودان في 25 مارس المقبل أو الإسبوع الثالث من ذات الشهر، في تقليد جديد. وأجاز مجلس الاتحاد برامج التطوير والمشاريع المخصصه من الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” بالسودان، ووجه بالبدء في تنفيذ تلك المشاريع. وقام مستشار رئيس اتحاد كرة القدم السوداني لمشاريع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مازن أبو سن بتقديم شرح مفصل حول تلك المشاريع، وكيفية دعمها ومتابعة الفيفا لها. الخرطوم (زول نيوز)

السودان يُصدِّر (تُراباً) بـ(22) مليون يورو لدولة الجنوب

كشف مدير جمارك النيل الأبيض، عقيد د. محمد نصر، عن تنفيذ عقد صادر (تُراب) من ربك لدولة جنوب السودان بقيمة (22) مليون يورو، وأشار إلى إمكانية تحقيق مليار دولار من عائدات التجارة بين دولتي السودان والجنوب حال وضع حزمة من المعالجات اللازمة. وقال نصر بحسب صحيفة الصيحة خلال مخاطبته ورشة “الحدود الذكية”، التي أقيمت بقاعة رئاسة الجمارك بالخرطوم أمس، إن هناك فرصاً متاحة للتجارة مع دولة جنوب السودان لجهة أن الجنوب يستورد أكثر من (150) سلعة، الأمر الذي يتطلب عدم منح مكتب الولايات تفويضاً من التجارة الخارجية، بالإضافة إلى عدم وضوح رؤية النظام المصرفي بين الجنوب والشمال خاصة فيما يتعلق بالعملات وطرق التبادل التجاري، شاكياً من كثرة نقاط التحصيل فضلاً عن وجود إشكالات بين المزارعين والرعاة. الخرطوم (زول نيوز)

بنك السودان يكشف عن تفاصيل (13) عملية لمتهم بالتلاعب بحساب الأدوية

كشف مفوض الشاكي موظف بنك السودان المركزي عن تفاصيل (13) عملية، قام بها مدير شركتين متهم بالتلاعب بالحساب المخصص لاستيراد الأدوية بالبشرية. وقال المفوض لدى مثوله حسب صحيفة التيار أمس الخميس أمام محكمة جرائم الفساد برئاسة القاضي المشرف فهمي عبد الله، إن المتهم مدير شركتين الذي يحاكم بالتلاعب بالنقد الأجنبي والاستيلاء على أموال الدواء، قام عبر شركته بـ(13) عملية لاستيراد الأدوية من الخارج، موضحاً بأن المتهم عبر شركته الأولى قام بـ(8) عمليات لاستيراد الأدوية من الخارج عبر طلبات تقدم بها لبنك الشمال الإسلامي فرع الصناعات بحري، فيما قام عبر الشركة الثانية بـ(5) عمليات لاستيراد الأدوية من الخارج لبنك الشمال الإسلامي فرع جامعة أفريقيا العالمية، وإجمالي مبالغ العمليات التي قام بها المتهم عبر شركتيه بلغت (5.456.560) درهم إماراتي. فيما أكد مفوض بنك السودان المركزي للمحكمة بأن المتهم استرد مبلغ مليون و(720.68) درهم إماراتي لبنك السودان المركزي، وذلك عبر بنك الشمال الإسلامي بموجب تسوية تمت عبر لجنة من البنك المركزي والشمال الإسلامي لاسترداد المبالغ، وحددت المحكمة جلسة أخرى لمواصلة سماع قضية الاته