في محاولة غبية، لمحاكاة سيناريو رفع العلم على سارية القصر، في يوم انعتاق السودان من ربقة المستعمر، بواسطة الزعيم اسماعيل الازهري وصنوه محمد احمد المحجوب، تعمّد الهارب من العدالة الدولية، والمتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية المشير عمر البشير، على ان يصنع لنفسه مجدا زائفا، من خلال اعادة تمثيل مشهد رفع العلم على سارية القصر الجمهوري الجديد. لكن البشير، لا يدري انه قام بانزال علم استقلال السودان، تأكيدا على ان البلاد مغتصبة بواسطة مستعمر داخلي.
وفي ما يُشبه التأكيد على العقدة والاحساس بالدونية الذي يلازم نظام البشير، على اعتبار ان حزبه لم يكن له دورا معلوما في استقلال السودان، حاول تغبيش الوعي للاجيال القادمة من خلال، المباهاة بانه رفع العلم على سارية القصر، بذات الطريقة التي قام بها الزعيم الخالد اسماعيل الازهري، كاميرات التلفزة والتوثيق نُصبت بعناية فائقة، لتبقى هذه اللقطة مثل تلك التي يظهر فيها الازهري وهو ينزل علم المستعمر ويرفع علم السودان.
الشاهد ان هذا القصر تم تشييده بينما يتضوّر اطفال السودان جوعا، وبعضهم يموت لان اهله لا يجدون ثمن العلاج، الذي يحقنونه به، وبينما احكمت الضائقة المعيشية خناقها على الشعب السوداني، وامسكت بتلابيب المواطن. صحيح ان القصر تم تشييده بمنحة من الصين، وهذه ليست مبرأة للنظام، بل دامغة له، وهي أم المصيبة، على اعتبار أنه كان بمقدوره ان يطالب بتحويل المنحة الى بناء مشفى او مصنع ينتفع منه الناس، بدلا من هذه البوبار السياسي خصوصا اذا علمنا ان القصر يعد الاكبر في افريقيا كلها. وهذه مسبة اذ ان الحكم الرشيد لا يتطلب سوى قصر متوضع، وارادة حقيقية.
وليس هناك اصدق من قول الشاعر الراحل محمد الحسن سالم حميد:-
العندو دين.. ما بسرق البلد العبادو موحدين
والعندو دين.. ما ببني قصرو العالي فوق جوع الغلابة المسلمين
وتبلغ المساحة الكلية لمنطقة الرئاسة 150 الف متر مربع والمشيدة 25 الف متر مربع، ويقع القصر الراسي في ثلاثة طوابق، ويضم ثلاثة اجنحة رئاسية، بجانب 10 قاعات وعدد من المكاتب الادارية، وبدروم لموقف السيارات, وعدد 14 مصعد.
وتم عزف السلام الجمهوري، وقام الحرس الجمهوري بتنفيذ طابور استعراض لمحاكاة لحظات الاستقلال في العام 1956، قبل ان يتم انزال علم السودان من سارية القصر الجمهوري القديم، في طابور عرض من قوات الحرس الجمهوري ورفع العلم في سارية القصر الجديد.
وقال وزير رئاسة الجمهورية صلاح ونسي في الاحتفال أنهم ماضون في تعزيز أداء الدولة بالتنسيق بين كافة مؤسساتها وتحقيق التمنية رغم الأزمات، وأشار إلى أن القصر يعد الأكبر في أفريقيا ويعبر عن رسوخ العلاقة مع دولة الصين الصين الصديقة مشيداً بالخبرات الصينية في تنفيذ القصر الجديد.
ووصف وزير رئاسة الجمهورية القصر الرئاسي الجديد بانه الاكبر والاشمخ في افريقيا ويمثل انتقال جغرافي فريد وانجاز حضاري معماري مزج بين الحاضر والمستقبل ويعبر عن هوية وعزة وثقافة الشعب السوداني.
تعليقات
إرسال تعليق