التخطي إلى المحتوى الرئيسي

البشير يتمنى ان ينتقل الاندنوسيين الى السودان



تتوالى الفضائح والغرائِب والعجائِب لهذه البلدة السعيِّدة، وفضحية أخرى من العيار الثقيل يشهدها العالم حيثُ الخطوط الجوية السعوديَّة تنقل الرئيس السُّودانِى"البشير" إلى العاصمة الإندونيسية جاكرتا، بدلاً من الطائرة الرئاسية السُّودانِية التى لا تستطيع أنَّ تقطع سماء"موريتانيا" ناهيك أنَّ تعبُر الـ."قارات" بسبب رئيسها المُطارد من قِبل المحكمة الجنائية الدولية في "لآهاي"، وذلك للمشاركة في القمة الإسلامية الإستثنائية حول فلسطين .

تُمر السودان هذه الأيام بظروف قاسية إقتصاديًا وسياسيًا وإجتماعيًا وأمنيًا ويضاف إليها مجموعة الملفات المُتراكمة من عهود سابقة مثل الفساد المالي والإداري والأخلاقي وإنهيار منظومات التعليم والصحة والإعلام والرقابة وغيرها .

في ظل هذه الأوضاع البائسة"Miserable" والتعيسة"The unfortunate" التي ألمت بالبلاد ولا ينكرها إلا مُنافق أو فاسِد أو مُوالِس أو أعمى البصيرة، أبدى الرئيس البشير إعجابه وإنبهاره بالمُواطن الإندونيسي خلال زيارته لبلاد قبل بضعة أيام .

وقد تمنى هذا "البشير" أنَّ ينقل المُواطن الإندونيسي إلى السودان !، وهو أمر يدعو إلى الدهشة والعجب من رئيس يقول إنه يعرف عن الشعب السُّودانِى أكثر مما يعرف الشعب عن نفسه.

فهل معنى ذلك أن رئيسنا يتصور أن هذا المُواطن الإندونيسي الجاد والمتفاني في عمله منفصل عن بيئته الثقافية والسياسية والاجتماعية؟ هل نشأ وتربى بعيدًا عن سياسات وإدارة حديثة؟ هل هذا المُواطن الإندونيسي نبت من فراغ بعيدًا عن تلاقح الأفكار وتعدد الرؤى وحرية التعبير والفكر ؟

وإذا كان الأمر كذلك فلماذا تخلفت بابوا غينيا الجديدة(Papua New Guinea) عن أندونيسيا وهما من نفس العجينة؟! وهل يظن البشير أنَّ المُواطن الأندونيسي من عجينة أخرى غير البشر في شتى دول العالم؟

القضية بلا مواربة ولا لف ولا دوران إنّ مشكلة الإنسان السُّودانِى تبدأ من قياداته ومن سوء إدارة شئونه السياسية والإقتصاديَّة والأمنِيَّة، ولنا في السُّودانِيين الذين يعملون ويتفوقون في شتى بقاع العالم في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا واُستراليا والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وأسبانيا وإيطاليا وقطر والإمارات والسعودية والكويت والبحرين وماليزيا ٠٠٠الخ خير مثال لما نقول ! .

لماذا نجح هؤلاء وفشل أشقاؤهم في السودان؟ والسودانيون الموجودون في البلاد الأوروبية وفي بعض البلاد العربية يتبوأون أعلى المناصب ويشار إليهم بالبنان، لأن هؤلاء السودانيون وجدوا في بلاد لديها نظم سياسية توقر علم العلماء وتركز إستثماراتها العاجلة والآجلة في التعليم والتعلم والبحث العلمي بإعتباره قاطرة التقدم .

وتعتني تلك البلاد بصحة المُواطن بإعتبارها ثروة قومية والقوة الضاربة لمنظومة العمل والإنتاج، بلاد تجعل أولوية الوقاية خير من العلاج المتأخر والمتردي على نفقه المواطن الفقير، هذه البلاد يتقدم فيها قِيم العدل وكرامة الإنسان والكفاءة والديمقراطية والإدارة الحديثة على ما عداها من قيم الأمن المتخبط والفهلوة والإستبداد وعبادة الرأي الواحد .

القضية معكوسة سيادة الرئيس حتى لو نقلت الشعب الإندونيسي أو الشعب الكندي أو الشعب الألماني الدقيق نفسه بعشرات الملايين إلى السودان وتعاملوا مع نفس القيادات والسياسات والرؤي العقيمة ومؤسسات البيروقراطية المتحجرة تلك البيئة القاتلة للإبداع سيكون المنتج النهائي ركام مواطن وليس مواطناً كامل الأهلية وفاقِد للإنتماء وربما من أسوا شعوب الأرض .

أيها الريس الشعوب لاتتقدم بصناعة الخوف وتصديره، بل بإحترام القانون وإقرار العدل وإحترام الدستور، والشعوب لا تتقدم بإدعاء العلم والمفهومية، بل بالعلم الحقيقي القائم على أحدث منجزات العصر، والشعوب لا تتقدم أبداً بغلق منافد الفكر والثقافة والإبداع، بل بإطلاق المبادرات وتنوع الرؤي وتلاقح الأفكار .

وأخيراً سيادة الريس الفاشل : الشعوب لا تتقدم بأستيراد شعوب أخرى متقدمة للبيئة الطاردة للكفاءة، بل بتغيير القيادات العاجزة وتداول السلطة وبناء مجتمع متماسك وروح جماعية قادرة على طرح الرؤى والحلول العبقرية، مجتمع يعظم قيم العمل وقبول الآخر .
#كسرة#
كفانا الـ."Chinese" تانى داير تجيب لينا الإندونيسين؟!
وآآآ آسفآآي وآآ ...


بقلم - كامل كاريزما 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسمياً: عمومية الاتحاد السوداني ببورتسودان

عقد مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السوداني مساء الأربعاء، اجتماعاً استمر 6 ساعات بمقر الاتحاد بالخرطوم، وترأس الاجتماع كمال شداد، وفيه أجاز ميزانية 2018 وموازنه 2019 . كما قرر عقد الجمعية العمومية العادية في مدينة بورتسودان في 25 مارس المقبل أو الإسبوع الثالث من ذات الشهر، في تقليد جديد. وأجاز مجلس الاتحاد برامج التطوير والمشاريع المخصصه من الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” بالسودان، ووجه بالبدء في تنفيذ تلك المشاريع. وقام مستشار رئيس اتحاد كرة القدم السوداني لمشاريع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مازن أبو سن بتقديم شرح مفصل حول تلك المشاريع، وكيفية دعمها ومتابعة الفيفا لها. الخرطوم (زول نيوز)

السودان يُصدِّر (تُراباً) بـ(22) مليون يورو لدولة الجنوب

كشف مدير جمارك النيل الأبيض، عقيد د. محمد نصر، عن تنفيذ عقد صادر (تُراب) من ربك لدولة جنوب السودان بقيمة (22) مليون يورو، وأشار إلى إمكانية تحقيق مليار دولار من عائدات التجارة بين دولتي السودان والجنوب حال وضع حزمة من المعالجات اللازمة. وقال نصر بحسب صحيفة الصيحة خلال مخاطبته ورشة “الحدود الذكية”، التي أقيمت بقاعة رئاسة الجمارك بالخرطوم أمس، إن هناك فرصاً متاحة للتجارة مع دولة جنوب السودان لجهة أن الجنوب يستورد أكثر من (150) سلعة، الأمر الذي يتطلب عدم منح مكتب الولايات تفويضاً من التجارة الخارجية، بالإضافة إلى عدم وضوح رؤية النظام المصرفي بين الجنوب والشمال خاصة فيما يتعلق بالعملات وطرق التبادل التجاري، شاكياً من كثرة نقاط التحصيل فضلاً عن وجود إشكالات بين المزارعين والرعاة. الخرطوم (زول نيوز)

بنك السودان يكشف عن تفاصيل (13) عملية لمتهم بالتلاعب بحساب الأدوية

كشف مفوض الشاكي موظف بنك السودان المركزي عن تفاصيل (13) عملية، قام بها مدير شركتين متهم بالتلاعب بالحساب المخصص لاستيراد الأدوية بالبشرية. وقال المفوض لدى مثوله حسب صحيفة التيار أمس الخميس أمام محكمة جرائم الفساد برئاسة القاضي المشرف فهمي عبد الله، إن المتهم مدير شركتين الذي يحاكم بالتلاعب بالنقد الأجنبي والاستيلاء على أموال الدواء، قام عبر شركته بـ(13) عملية لاستيراد الأدوية من الخارج، موضحاً بأن المتهم عبر شركته الأولى قام بـ(8) عمليات لاستيراد الأدوية من الخارج عبر طلبات تقدم بها لبنك الشمال الإسلامي فرع الصناعات بحري، فيما قام عبر الشركة الثانية بـ(5) عمليات لاستيراد الأدوية من الخارج لبنك الشمال الإسلامي فرع جامعة أفريقيا العالمية، وإجمالي مبالغ العمليات التي قام بها المتهم عبر شركتيه بلغت (5.456.560) درهم إماراتي. فيما أكد مفوض بنك السودان المركزي للمحكمة بأن المتهم استرد مبلغ مليون و(720.68) درهم إماراتي لبنك السودان المركزي، وذلك عبر بنك الشمال الإسلامي بموجب تسوية تمت عبر لجنة من البنك المركزي والشمال الإسلامي لاسترداد المبالغ، وحددت المحكمة جلسة أخرى لمواصلة سماع قضية الاته