التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الحاج زكريا . أحد ضحايا المباحث المصرية . حكاية سجن وتعذيب سوداني بالقاهرة


هبة عبد العظيم
صحيفة السوداني
ألقت المباحث المصرية القبض على الحاج الخمسيني يحيي زكريا الذي أتى للقاهرة يطلب علاجاً لمرض البواسير الذي أنهك جسد ابنه الصغير، المباحث ألقت القبض على الحاج زكريا بشارع طلعت حرب عشية وصوله القاهرة وأخذت كل المبالغ المالية التي بحوزته وزجت به ورفيقه السوداني بحراسات قسم عابدين بالقاهرة وأذاقته فنون تعذيبها.
الحاج زكريا وفقاً لتقرير الطبيب المعالج يؤكد وجود نزيف في مقلة العينين ورضوض وآثار حرق وجروح باليدين من أثر التعذيب بالأصفاد وجره بأرضية الحراسة بحسب وصف تقرير الطبيب الذي استخرج بناءً على أورنيك (8) عقب فتح الحاج زكريا بلاغاً بقسم شرطة جبرة ضد الحكومة المصرية ممثلة في المباحث المصرية، وقال التقرير أن الحاج زكريا تعرض لأذى جسدي ونفسي، وتقول أسرة الحاج زكريا أن حالة الهستريا والهذيان وصراخه بأنه ترك ابنه وحيداً في القاهرة التي وصل منها يوم الأحد (15) نوفمبر أجبرتهم على أخذه مباشرة الى مستشفى الأمراض العقلية أم درمان (مستشفى التجاني الماحي) والذين رفضوا استقباله واشترطوا اورنيك (8) مما دفعهم للذهاب الى عيادة خارجية، وبعد مقابلة الطبيب الذي أكد إصابته بحالة اكتئاب حاد بسبب ما تعرض له وصف لهم مهدئات.
حين دخلت لغرفته بمستشفى الفؤاد بالخرطوم وجدته يؤدي صلاة المغرب بعدها توجه نحوي يصافحني والدموع تملأ وجهه، هالني رؤية عينية التي بدت كقطعتي لحم من شدة احمرارهما، جلس قبالتي لاحظت أن صوت انفتاح الباب يوتره فيرتجف جسده ويشرد ببصره للحظات ثم يعود لمواصلة حديثه بلسان ثقيل نتيجة الحبوب المهدئة، ويروي الحاج زكريا أنه عقب استقرارهم بأحد الفنادق يوم وصولهم القاهرة في السادس من نوفمبر الجاري ترك ابنه المريض بغرفة الفندق وذهب الى وسط البلد يبحث عن صرافة لتغيير النقود التي يحملها وهي عبارة عن تكاليف العملية الجراحية وكانت عبارة عن مبلغ (500) دولار ومبلغ (3.750) جنيهاً مصرياً حولها من صرافات الخرطوم، كان كل تركيز الحاج زكريا الذي يعمل فني تشغيل بشركة مصفاة الخرطوم بالجيلي أن يعرض ابنه على الأطباء بمستشفيات القاهرة حتى يتم شفاء ابنه خلال الإجازة القصيرة التي منحت له من مكان عمله، ويقول زكريا:”بما ان وقتي ضيق شرعة فور وصولي في تغيير العملة للاستعداد للذهاب الى المستشفى، الا ان عناصر المباحث كانهم كانوا في انتظارنا على أبواب الصرافة بشارع طلعت حرب، وقبل أن نهم أنا ورفيقي بالدخول للصرافة فوجئنا باثنين مسلحين بملابس مدنية يوقفاننا ويبدأن بتفتيش جيوبنا دون السؤال عن هوياتنا، وقبل أن نتمكن من ابراز جوازات سفرنا ودون ابرازهم لما يثبت هويتهم أخرجوا كل النقود من جيوبنا وامسكوا بها جيداً بعد أن قاموا بعدها ثم اقتادونا لعربة بوكس أخذتنا مباشرة الى قسم عابدين، وطوال الطريق نسألهم ماذا فعلنا وما هي تهمتنا ولا يرد علينا أحد. يواصل الحاج زكريا روايته: أخبرتهم ان ابني مريض طريح الفراش وتركته بالفندق تنزف بواسيره دماً ولم يعرني احد اهتمامه، وعند وصولنا دخل عناصر الامن للضابط المناوب، ثم تم استدعاؤنا ولم يأخذ الضابط أقوالنا، واكتفى فقط بحديث عنصري المباحث، وحين أدركنا كذب وافتراء ما ورد في دفتر المتحري سخر منا الضابط الذي يرتدي ملابس مدنية وطلب أخذنا للحراسة.
ومن هنا بدأت رحلة التعذيب وممارسة فنونه التي من الواضح أن عناصر المباحث المصرية قد أتقنوها على حد قول الحاج زكريا، وأضاف: بداية منعونا من استخدام دورات المياه، وبالتالي لم نتمكن من أداء الفرائض، فأخطرناهم بأننا مسلمين ونرغب في أداء صلاتنا، فسمح لنا، كان ذلك في اليوم الاول، وفي اليوم الثاني تم عرضنا على وكيل النيابة وأخذ أقوالنا وسألنا عن المبالغ التي كانت بحوزتنا فأخبرته باني أحمل (500) دولار، وقرابة الأربعة آلاف جنيه مصري تكاليف علاج ابني ورفيقي يحمل (1600) دولار ومبلغ ألفي جنيه سوداني بعدها وجه وكيل النيابة بإخلاء سبيلنا بعد أخذ معلومات عن سبب وجودنا في مصر وتاريخ الدخول، وأصدر قراره باخلاء سبيلنا ورد المبالغ التي اخذت منا بالعملة المصرية.
ويمضي الحاج زكريا: خرجنا من النيابة واعتقدنا أنه بالفعل سيطلق سراحنا ، ولكن اخذنا رجال المباحث مرة اخرى للحراسات، وقالوا لنا انه ينبغي أن نعرض على جهاز الامن القومي المصري ثم يتم إطلاق سراحنا، هذه المرة زجوا بنا في حراسات أخرى ووجدنا بعض السودانيين ومنهم سوداني يدعى طلال جاء بأمه المريضة وتم حجزها بأحد المشافي بالقاهرة وذهب ليسحب نقوداً من الصراف الآلي أسفل مبنى المشفى ولم يصعد اليه ثانية عقب إلقاء عناصر المباحث المصرية القبض عليه وعدم السماح له بالصعود واخطار والدته أو ادارة المستشفى بغيابة، هذه واحدة من النماذج التي يتذكرها الحاج زكريا الذي يبدو مرعوباً جداً في بعض الاحيان نتيجة تعرضه للضرب بأحذية أفراد الشرطة في الحراسة التي زجوا فيها عقب قرار وكيل النيابة بالإفراج عنه.
ومكث الحاج زكريا ورفيقه (أ) بالحراسة دون عرضهم على الأمن القومي لمدة ثلاثة أيام بعدها تم اخذهم لمباني الأمن يقول الحاج زكريا: طلب ضابط الامن تقريراً من مباحث القاهرة، ثم أعادونا مرة أخرى للحراسة، وبدأت عناصر قسم عابدين في توجيه إساءات شخصية وتم حرماننا من دورات المياه، وبدأت بالصراخ والمطالبة برؤية ابني حينها دخل أفراد الشرطة الزنزانة وقاموا بضربي على رأسي بأحذيتهم وتكبيلي وجري بالأصفاد وحرقي بأعقاب السجائر على مرأى ومسمع من الموجودين بالزنزانة عقب ذلك تم حجزي بزنزانة أخرى فيها أعتى عتاة الاجرام في مصر الا أنني قبل نقلي طلبت الاتصال بأحد معارفنا في القاهرة والذي قام بأخذ ابني من الفندق ورعايته وقام بالاتصال بأسرتي بالخرطوم.
حين وصل أخي من الخرطوم سمحوا لي بمقابلته، وطلبت من ادارة قسم عابدين حجز تذاكر العودة لشخصي للخرطوم، وفعلاً قام بحجز التذاكر وتم أخذي للمطار مكبلاً بالاصفاد والجنازير وطال هذه الأيام أسأل ماذا فعلت لألقى هذا العذاب؟ فقط قصدت مصر بغرض العلاج ولكنني لن أكرر زيارتي لها على الإطلاق، هكذا ينهي الحاج زكريا قصته ويلقي بجسده المنهك على فراشه ويسرح بذهنه بعيداً ويقول شقيقه نصر الدين أنه ثبت الواقعة في وزارة الخارجية بإدارة القنصليات ، وانه استخرج وملأ استمارة بما تعرض لها شقيقه وسلمها للإدارة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

والي الخرطوم يصدر قرارا باعفاء مدير صندوق الاسكان

تسلم مدير عام وزارة التخطيط العمراني ولاية الخرطوم المهندس حسن عيسى إدارة صندوق الاسكان والتعمير ومهام المدير العام لحين تعيين مدير جديد للصندوق عقب صدور قرار من والي ولاية الخرطوم باعفاء المهندس الخلوتي الشريف النور من منصبه أمس كمدير للصندوق بناء على توصية لجنة ازالة التمكين ومحاربة الفساد. وبحسب صحيفة الجريدة، قام المهندس مرتضى محجوب درار مدير الشئون الادارية بالصندوق بتسليم ادارة الصندوق إنابة عن المهندس الخلوتي وتضمنت مذكرة التسليم الادارة العامة للمشروعات وادارة الاسكان والشئون الادارية والقانونية ومشروعات الصندوق وشراكاته مع الجهات الاخرى الخرطوم(زول نيوز)

أول ( أيمن ) يتصدر مشهداً سياسياً بالسودان

بتعيين أيمن خالد نمر،والياً على الخرطوم، الأربعاء الماضي،يكون أول شخصية سياسية بهذا الاسم الأول تتولى منصباً عاماً في السودان.   وينتمي غالب المواليد بإسم (ايمن) لجيل سبعينيات القرن الماضي،ويعني إسم ايمن في قاموس معاني الأسماء:اليمن والبركة،المبارك على قومه،من يعمل بيده اليمنى،والايمن خلاف الأيسر.   لكن أيمن خالد في دنيا السياسة لم يختاراليمين ولا اليسار، بل وضع نفسه في مرتبة “وسط” بين منزلتين فإنتمي للحزب الإتحادي الديمقراطي ولمع مركزيته الطلابية بجامعة الجزيرة.   والاثنين الماضي، أدى أيمن خالد (اليمين)والياً للخرطوم ضمن ١٨،عينهم رئيس الوزراء عبدالله حمدوك ولاة ولايات، منهم ٣ولاة باسم محمد: محمد عبد الله الدومة، ومحمد حسن عربي ومحمد عيسى عليو،ومن المصادفة أن كلهم في ولايات دارفورية، غرب دارفور، وشمال دارفور، ووسط دارفورعلى التالي .   من المفارقة أن التشكيلة الوزارية المركزية بحكومة حمدوك خلت من إسم (محمد) على عكس مجلس السيادة الإنتقالي ،حيث عُين 3 بالاسم كأعضاء منهما اولاد دفعة جامعة الخرطوم، محمد الحسن التعايشي ومحمد الفكي سليمان وكلاهما من المكون المدني في المجلس،يضاف اليهم

أبرز عناوين الصحف السياسية السودانية الصادرة اليوم الإثنين الموافق 28 يناير 2019م

  تصدر يومياً عن صحيفة زول نيوز الإلكترونية صحيفة أخبار اليوم * التفاصيل الكاملة لزيارة رئيس للقاهرة واجتماعه بنظيره المصري *  جامعة الخرطوم: إعادة تشكيل لجنة الحوار والسياسات لتجاوز الأزمة الراهنة * الشرطة تعلن القبض على المتهمين بنهب صيدلية أمبدة المثير للجدل   صحيفة الرأي العام * البشير: الشعب واع وسيفوت الفرصة لكل من يسعى لزعزعة الأمن والاستقرار * بدء صرف راتب يناير نقداً اليوم .. قيادات مع نهار ترفض الانسحاب من الحكومة   صحيفة المجهر * البشير من القاهرة: جهات تسعى لاستنساخ ربيع عربي بالسودان وشعبنا واع * بنك السودان يطرح اليوم فئة الـ(100) جنيه ورئيس الوزراء يزور مطابع العملة   صحيفة السوداني * البشير والسيسي يتفقان على حزمة مشاريع لدعم السودان * الخرطوم: صرف راتب يناير نقداً اليوم * عطل طارئ وراء الإطفاء العام للكهرباء .. محكمة الفساد تبدأ محاكمة (16) متهماً بتهريب سيارات   صحيفة آخر لحظة * البشير من القاهرة: وسائل التواصل تهول الأحداث بالسودان * ضبط شركة تستغل سيارة مسؤول رفيع في عمليات إجرامية * الخرطوم: صرف راتب شهر يناير نقداً اليوم   صحيفة الأخبار